‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأشجار المثمرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأشجار المثمرة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 29 سبتمبر 2023

احتياجات شجرة الفستق

مقدمة

تتعايش شجرة الفستق مع المناخ القاري والمناخ البحري، مع المناخ الجاف و المناخ الرطب ولا يبدو أن درجات الحرارة تمثل فعلا عائقا رئيسيا في الامتداد الجغرافي لها كصنف. فنحن نصادف شجرة الفستق في مناطق كالعراق أين تصل درجات الحرارة إلى ما فوق الخمسين مأوية كما نجدها في تركستان تحت ظروف مناخية تتدنى فيها درجات الحرارة إلى الثلاثينات تحت الصفر. وقد سجل لنا التاريخ أنه في شتاء سنة 1949/1950 تعرضت منطقة حلب بسوريا إلى موجة من البرد تواصلت أكثر من أسبوع تدنت فيها درجات الحرارة إلى مستوى (23 درجة تحت الصفر) وقد تم تسجيل نتائج كارثية بغابات الزياتين حيث وقع تعداد أكثر من 300 ألف شجرة زيتون متجمدة في حين لم يسجل ما يجلب الانتباه على مستوى أشجار الفستق التي تأقلمت مع الوضع وكأن شيئا لم يكن.



حاجة شجرة الفستق إلى البرد الشتوي:

تعد شجرة الفستق من الأشجار ذات الأوراق المتساقطة وهي خاصية تسمح لنا بتصنيف الفستق ضمن الأشجار ذات الحاجة لبرد الشتاء حتى أن بعض المؤلفين اعتبروا هذا المعطى ضرورة لنجاح شجرة الفستق، غير أن بعض أصناف الفستق تنموا و تثمر دون الحاجة إلى الكثير من البرد الشتوي وليس أدل على ذلك من وجود الفستق بمنطقة صفاقس التونسية ومنطقة مارث بجانب البحر وبين أشجار النخيل. كما نجد أشجار الفستق باليونان في مناطق ذات مناخ بحري ولا تتدنى فيها درجات الحرارة ومع ذلك تزهر أشجار الفستق وتثمر بشكل طبيعي مما يؤكد لنا خاصية تأقلم صنف الفستق حسب ظروف المحيط.

هل أن زهور الفستق حساسة ضد البرد؟

ليس تماما ولكن نعم. زهور الفستق حساسة للبرد الشديد ولا تلائمها درجات الحرارة التي تكون ما دون الصفر. فزهور الفستق تعد بدون مستقبل في صورة تعرضها لدرجة حرارة اثنان تحت الصفر. هذا يعني في الواقع أنها تتحمل درجات الحرارة المتدنية أكثر من شجرة اللوز. لهذا عند التفكير في إنشاء بساتين الفستق يرجى العمل على التثبت بدقة في ما إذا كانت المنطقة تتعرض لموجات من الجليد الربيعي.
حاجة شجرة الفستق إلى الحرارة:
إذا كانت شجرة الفستق لا تتأثر بالبرد الشديد، يمكن إذا أن نراها في مناطق كثيرة من أوروبا، غير أن برودة الطقس لم تمثل يوما عائقا في انتشار الفستق في شمال القارة العجوز بل العائق كان نقص معدل درجات الحرارة وكثرة الأمطار. في العموم لكي توصل ثمارها إلى مرحلة النضج تطلب هذه الشجرة معدل ساعات ضوء وحرارة يضاهي أو يفوق ما تطلبه شجرة الزيتون وإذا كان شهر سبتمبر باردا لا يمكن لثمار الفستق الوصول لمرحلة النضج. وفي الخلاصة يمكن القول بأن مناطق غراسة الزياتين تتلاءم بشكل جيد مع شجرة الفستق.

حاجة شجرة الفستق إلى الماء:

شجرة الفستق شجرة مقاومة للجفاف ويمكن مقارنتها بشجرة الزيتون وشجرة اللوز. إذا كانت أشجار الزيتون واللوز تنموا وتثمر بصفة عادية في منطقة ما، يمكن أن نستنتج أن استثمار بساتين الفستق في تلك المناطق فكرة جيدة ومربحة.
في تونس نجد أشجار الفستق تنموا وتثمر في مناطق تتميز بكميات أمطار ضعيفة قد لا يتجاوز معدلها 150 إلى 200 مم في السنة، غير أنه يجب ملاحظة أن غابات الفستق التي تعيش في هذه المناطق تتواجد بأراضي خفيفة و لا يمكن لهذه المعادلة أن تصح بالأراضي الطينية.
في مناطق الانتاج التركية والسورية معدل كميات الأمطار السنوية يتراوح بين 350 و 500 مم وبالرغم من أن هذه المناطق تتميز بصيفها الجاف من جوان حتى أكتوبر فإن أراضيها الكلسية توفر الرطوبة المطلوبة لنمو أشجار الفستق بالشكل الطبيعي.
في سيسيليا أين يصل معدل كميات الأمطار 500 مم تقريبا، تنزل جذور الفستق للبحث عن المياه بين الصخور البركانية عميقا.
بإيران، في رفسنجان أين معدل الأمطار الشتوية لا يتجاوز 70 إلى 150 مم نجد أشجار الفستق في حالة جيدة مع ملاحظة أن فلاحي هذه المناطق يضيفون كميات شهرية لأشجار الفستق مما يساعدها على تكوين مخزون رطوبة تقاوم من خلاله الفترات الصعبة صيفا.

الخلاصة:

في الخلاصة يمكن القول بأن شجرة الفستق تنمو بشكل طبيعي ودون جرعات ري في حالة تواجدها بأراضي خفيفة وكميات أمطار لا يتدنى معدلها تحت 200 مم مع ضرورة خدمة الأرض بصفة منتظمة وزيادة المسافة بين الأشجار والصفوف. وفي صورة غراسة أشجار الفستق بأراضي طينية مع معدلات تحت 350 مم يرجى العمل على إحداث جسور تمكن الأشجار من تجميع كميات إضافية من المياه عند نزول الأمطار وفي صورة غيابها لا مناص من إضافة كميات من الماء كري تكميلي.

محسن لافي.

الاثنين، 25 سبتمبر 2023

نقص البور في اشجار الزياتين.

      

مقدمــــــــــــــة                   

للتشابه في الاعراض يخلط العديد من الفلاحين بين علامات نقص البور و أعراض نقص البوتاسيوم، وقد يخطء البعض ويطبقون رش البوراكس تحت الاشجار او تقديمة في شكل اسمدة ورقية لأشجار الزيتون بغرض تصحيح الحالات الناجمة في الواقع عن نقص البوتاسيوم، والتي نصادفها بكثرة على الزياتين. لهذا يعد تحليل الأوراق العامل المحدد الوحيد لاضافة عنصر البور من عدمه، لأن زيادته بصفة اعتباطية لها تأثيرات غير مرغوبة على النبات .





تأثير نقص البورون

يؤدي حظور عنصر البور الى زيادة الأزهار والى زيادة الثمار العاقدة فى النبات ويؤدي استخدامه الى الزيادة في قدرة النبات على امتصاص عنصر الكالسيوم ويلعب دورا هاما باتحاده مع عنصر البوتاسيوم في ضبط الضغط المائي داخل النبات.

علامات نقص البور

النقص في مادة البورون يؤدي في الغالب الى انخفاض فى محصول الاشجار نتيجة الى تدني أداء حبوب اللقاح والتساقط السريع للأزهار وبالتالي نقص في عدد الازهار العاقدة. كما يمكن معرفة علامات نقص البور من خلال ظهور تشوهات على الثمار.

للعلم رش البوراكس تحت الاشجار خلال فترة التزهير يعتبر من الاخطاء الشائعة لان حركة البور بطيئة وقد لا تستفيد منه الشجرة في الوقت المناسب لذا ينصح باستعمال البور في شكل سماد ورقي مباشرة قبل فترة الازهار «قبل» او العمل على تسميد الاشجار برش البوراكس تحت الاشجار بمعدل 20 الى 200 غرام تحت الشجرة حسب العمر والانتاج وذلك في شهر 12 لتمكين المادة الفاعلة من الوصول الى المناطق المستهدفة وهي مناطق التزهير، مع الحرص على ضرورة تحليل مياه الري واوراق الاشجار قبل العملية.

في الاراضي ذات الآس الهيدروجيني pH اكثر من 8 او في ضيعات الزيتون البعلية يستحسن استعمال البور في شكل سماد ورقي بتركيز 0.1 %، في الغالب لمرة واحدة مباشرة قبل الازهار.

 

                                                        محسن اللافي

 

أشجار الزيتون / التسميد والري

 مقدمــــــــة

يعتقد البعض أن الأراضي الفقيرة والجافة حيث لا يمكننا غراسة الأشجار المثمرة مكان ملائم لغراسة الزياتين أين يمكنها أن تجود بمحصول متوسط وتنموا دون مشاكل.

هذا الكلام صحيح في جزء منه، غير انه لا يعني أن شجرة الزيتون تحبذ مثل هذه البيئة، فشجرة الزيتون «تفضل» التربة الخصبة مع رطوبة كافية وأرض ذات نفاذية عالية، بما يمكنها من النمو الطبيعي وتوفير محصول مرتفع وعلى نحو مستدام لعقود عديدة.



تسميد الزياتين

بالرغم من أن جذور أشجار الزيتون تمتد بعيدا بشكل افقي للبحث عن المياه والمواد المعدنية الضرورية لنموها الا أنها تحتاج كغيرها من الأشجار إلى دعم غذائي خارجي خصوصا في الأراضي التي تشكو نقص في الخصوبة والمناطق القاحلة والشبه قاحلة أين تقل الأمطار. هذا الدعم يتمثل طبعا في عملية التسميد والري.

نتحدث في المجال الزراعي على نوعين من السماد، سماد عضوي أو ما يسمى بالغبار وهو مكون من مخلفات الحيوانات واي مواد عضوية كالنباتات المتخمرة، وسماد كيمياوي أو معدني ويقدم للنبات في شكل معادن.

من المعلوم ان النبات لا يمكنه امتصاص السماد الا في شكله المعدني بما يعني ان السماد العضوي بعكس السماد المعدني يجب ان يمر بدورة تمعدن قبل ان يكون جاهزا للاستغلال من طرف النباتات وهي المعادلة التي تجعلنا دوما نحث الاخوة المزارعين على عدم نثر الغبار مباشرة بعد جمعه من الاسطبلات بل تركه في مكان ملائم لمدة ستة اشهر على الاقل حتى يتعرض لعملية التخمير ويصبح اكثر جاهزية للاستغلال.

ويعتبر السماد العضوي مادة طبيعية ينتفع منها النبات والتربة على حد سواء فالغبار فضلا عن أنه يتمعدن ويصبح مواد معدنية مفيدة للنباتات هو أيضا يعد عامل جيد في اصلاح خصائص الأرض الفيزيائية والكيماوية. بمعنى آخر يساهم الغبار في الترفيع من درجة الخصوبة ويحسن من نافذية الاراضي الطينية ويخفض من صلابتها بما يسهل حركة الجذور والمعادن والمياه. اما في الأراضي الرملية والخفيفة فالغبار من العوامل المهمة في جعل التربة اكثر استقرارا وتماسكا وخصوبة واكثر قدرة على تخزين المياه.

أما الاسمدة الكيماوية فهي تعطى للنبات في شكل مادة جاهزة ويقع استهلاكها بشكل نسبي مباشرة. نود التنويه في هذا المجال بأن الأسمدة النتروجينية بعكس الفسفاطية والبوطاسية وبقية المعادن التي تدخل في بيولوجيا النبات هي اسمدة سريعة الذوبان وتنزل بعمق في الارض بسرعة مع مياه الامطار او مياه الري بما يعني ان فرصة الجذور في الاستفادة منها قد تكون ضئيلة في صورة الري او نزول الامطار مباشرة بعد التسميد.

قبل تطبيق أي روزنامة للتسميد في ضيعة الزيتون ، ننصح بالقيام بتحليل اوراق الزياتين والتربة للتعرف على الخصائص الفيزيائية للتربة موضوع التسميد (الملمس، النفاذية كمية المعادن المتاحة، ملوحة التربة، الاس الهيدروجيني pH وغيرها ). وتؤثر نتائج هذا التحليل على متغيرات أخرى مختلفة قطعا ستؤثر في النهاية على المحصول.

وبالتالي، تحليل التربة والأوراق مفيد للتعامل مع النقص أو الإفراط في بعض المغذيات وتجنب إجهاد الاشجار .

وننوه في هذا المجال الى اهمية معرفة p H «درجة الحموضة» ومحتوى الكالسيوم فى التربة، لأن هذان العاملان يؤثران على امتصاص بعض العناصر الغذائية الاخرى التي يتم امدادها للتربة من خلال الأسمدة.

نذكر بأن الرقم الهيدروجيني الأمثل لشجرة الزيتون هو حوالي 6.5 ويمكن اعتبار الطيف من الرقم الهيدروجيني 5.5 إلى 8 مجال مقبولالحد الأدنى المقبول للمغذيات بعد التحليل الكيميائى للاوراق ننصح بأن يكون في حدود 1.5٪ للنيتروجين و 0،1٪ للفوسفور و 0.5٪ للبوتاسيوم . النيتروجين هو العنصر المغذي الأكثر أهمية لشجرة زيتون الزيت أو زيتون المائدة والأعراض الرئيسية لنقص النيتروجين هى قصر فى النموات السنوية «أقل من 15 صم» و تكون الأوراق أقصر بكثير من المعتاد ولا تتحول تدريجيا إلى اللون الأخضر الغامق مثل باقى الأوراق العادية. عندما نقوم بتشخيص نقص النيتروجين، يفضل استشارة خبير زراعي محلي من أجل ادراج برنامج تسميد مناسب.

فترات التسميد وتوقيتها : 

بالنسبة للتوقيت يمكن في العموم تحديد فترتين الأولى في فصل الخريف وتصادف الفترة التي تخرج فيها شجرة الزيتون من فترة الحر وبداية تغير الطقس الى البرودة وهي فترة تستفيق خلالها النموات الطرفية لشجرة الزيتون وتاتي عملية التسميد كتحفيز للشجرة حتى تستغل فترة اعتدال الطقس للنمو قبل الدخول في فترة السبات الشتوي. 

الفترة الثانية في نهاية الشتاء او نهاية فترة السبات وبتسميدها فرصة لاكساب الشجرة مزيد من طول النموات الطرفية وبالتالي مزيدا من الانتاج وهي تحفيز للشجرة لاعادة الانطلاق في النمو واستغلال الجو الربيعي لمزيد النمو قبل دخول الأشهر الحارة

كميات السماد

نريد التنويه في هذا المجال بأن الكميات تختلف بحسب عمر الشجرة وحجمها وما اذا كانت في سنة انتاج ام سنة معاومة وما اذا كانت ستتلقى تقليم في الشتاء أم لا وهل هناك رطوبة خلال شهر 9 أم لا وهل للشجرة نباتات مزاحمة ام لا. و يمكن تقديم الاسمدة في شكل خليط مركب NPK (نيتروجين - فسفاط - بوطاس) 11-15-15 مثلا. أما عن الكمية فيمكن ان نحددها بين 4 و 7 كلغ للشجرة المنتجة الواحدة في السنة على مرتين

في الضيعات البعلية ننصح بنثر الاسمدة المحتوية على النيتروجين بعد تسجيل نسبة من الرطوبة وذلك في شكل دائري تحت امتداد تفرعات الشجرة وتجنب تركيز الاسمدة بمكان واحد حذو الجذع. 

ننوه انه تم التركيز على النيتروجين ليس لأهميتة فحسب بل لأنه السماد الوحيد الذي يتطلب الكثير من الدقة في استعماله كما وكيفا وتوقيتا لضمان الاستفادة منه قبل نزوله عميقا بالتربة بعيدا عن مستوى الجذور. على خلاف النيتروجين عنصري الفسفور والبوطاس ولأسباب كيماوية يبقيا في متناول الجذور دائما، مع خضوعهما طبعا لقانون الكم وارتباطهما بتواجد بقية المواد«loi de minimum». 

في خصوص مستويات الكلسيوم بالتربة تواجد الكالسيوم بالتربة مهم جدا لشجرة الزيتون ، فالكالسيوم يقلل من قابلية الإصابة بالأمراض. الأعراض الأكثر شيوعا لنقص الكالسيوم هى اليرقان (تميل الاوراق الى اللون الباهت أو أبيض). وغالبا ما يتم تصحيح نقص النسبة باضافة أوكسيد الكالسيوم بعد استشارة خبير زراعي. قبل الختام نذكر بعنصرين مهمين المغنيسيوم والبورون يدخل الأول في عملية التخليق الضوئي وتوفير المادة الخضراء chlorophylle ويتكفل الثاني (B) بعقد الزهور و يلعب دورا حيويا في عملية التمثيل الغذائي ونقل السكريات. اذا تم تشخيص نقص المغنيسيوم أو البورون يقع تعديل المسألة غالبا باستعمال الأسمدة الورقية 

سنحاول في مقال لاحق الحديث عن الري كما وتوقيتا.


                                                                                                    محسن اللافي.

 


الأحد، 7 ديسمبر 2014

تقليم الخوخ

تهدف عملية تقليم الخوخ إلى الحصول على شجرة ذات هيكل قوي ومتوازن بما يضمن التهوية اللازمة ومرور أشعة الشمس بسهولة بين مختلف أجزاء الشجرة ويسمح لمختلف الأغصان بتقاسم المواد المغذية بصفة معتدلة وبحمل الثمار بسهولة وبطريقة متكافئة بين مختلف أغصانها. بالنسبة للخوخ يمكن الحديث عن نوعين من التقليم وهما تقليم التكوين وتقليم الإثمار أو الإنتاج وتعتمد نظرية التقليم على أهداف تخول للمزارع الحصول على هيكل شجرة يمكن تصنيفه ضمن الثلاثة أنواع من الهياكل التالية:

-        الهيكل الكأس : Goblet












-        الهيكل الجريدة : Palmette














-        الهيكل اللولب : Fuseau













أكثر هذه الهياكل استعمالا وشيوعا ومعرفة لدى مزارعي الخوخ هو الهيكل الكأس أو طريقة الكأس، وهي طريقة تهدف بالأساس إلى تكوين هيكل قوي، متوازن، دائري يتكون من 3 إلى 4 فروع وسوف نتطرق خلال هذه التدوينة لدراسة هذه الطريقة وهي طريقة الكأس.
1.   تقليم التكوين: بمعنى التقليم الذي من خلاله نحصل على الهيكل المطلوب للشجرة، وفي حالتنا هذه سنتكلم عن طريقة الكأس ... يبدأ تقليم التكوين منذ اليوم الأول لغراسة شجرة الخوخ، نعني ب" شجرة الخوخ" شجرة مطعمة وبطعم ظاهر بحيث يمكننا تمييزه بسهولة عن الأصل، وهي شجرة تحصلنا عليها من منبت مصادق عليه من وزارة الفلاحة ونقلناها إلى الضيعة في ظروف فنية ملائمة.
غالبا ما تكون  شجيرات الخوخ المتأتية من المنتبت بطول 70 إلى 90 صم تحمل أصلا بجذور عارية و طعم مثبت على الأصل بطول 40 صم تقريبا، وفي الغالب ما عدى الطعم أو الطعوم لا تكون هناك فروع ثانوية (نموات غير مطعمة ) إلا في ما ندر.

. يوم الغراسة ( ديسمبر – جانفي).. هو نقطة انطلاق تقليم التكوين وهو في الواقع فرصة نتفقد من خلالها مختلف أجزاء النبات قبل غراسته بصفة مباشرة بداية بالجذور فنزيل المكسور منها والغير ملائم وبذلك نحفز الشجرة على تكوين مزيد من الجذور الجانبية وبالتالي الحصول على مجموع جذري يسمح للشجرة بالحصول على أكثر كمية ممكنة من المياه والمواد الغذائية ومزيد التشبث بالتربة وبالتالي مقاومة الرياح وحتى الانجراف بمياه السيلان. ثم نتفقد الطعم والاطمئنان على أنه بالفعل طعم مركب على أصل وكلاهما بسمك يسمح باعتبارهما شجرة خوخ قابلة لنقلها من المنتبت إلى المكان الدائم وأن هذا الطعم ينمو بشكل طبيعي ولا تشوبه شائبة ولا يعاني من مرض ما وليس معه فروع منافسة والعمل على حذفها إن وجدت. الشتلة في الغالب بطول يقدر بـــ 60 إلى 80 صم، ينصح بقصها على هذا المستوى وهي عملية تدخل في إطار تقليم التكوين وتعد من الأساسيات لتحفيز الشجرة لظهور أغصان جانبية.

. التقليم الخضري ( جوان – جويلية ).. بعد 5 إلى 6 أشهر أي خلال شهر جوان أو جويلية المواليين للغراسة يتم اختيار 3 إلى 4 أغصان فرعية يقدر أنها ستكون الأغصان الرئيسية لشجرة المستقبل لا يقع المساس بها ويتم تحبيس (قص) ما تبقى من الأغصان على مستوى 25 صم من نقطة التحامها وذلك تحضيرا للتخلص منها في التقليم الشتوي المقبل بعد 5 إل 6 أشهر (ديسمبر – جانفي ).
هذا بالنسبة للسنة الأولى.




السنة الثانية:
.                                                التقليم الشتوي ( ديسمبر – جانفي):

نحن أمام شجيرة عمرها سنة واحدة دون اعتبار العمر بالمنبت، طبيعيا لهذه الشجرة ما يكفي من الجذور ليمكنها من حسن التشبث بالتربة و مقاومة الرياح وامتصاص المياه والمواد المعدنية ولديها من المجموع الخصري ما يسمح بإجراء عملية التحليل الضوئي غير أنها لا تزال في مرحلة التكوين ووضعها يتطلب تدخل المزارع لضمان الحصول على شجرة مربحة اقتصاديا. هذه الشجرة بها أغصان وقع تحبيسها في الربيع الماضي، هذه الأغصان يجب حذفها تماما من نقاط التحامها مع الجذع الرئيسي ولا نحتفظ سوى بالأغصان الكاملة التي قدرنا أنها ستكون فروع شجرة المستقبل وهي بعدد 3 إلى أربعة أغصان.





.                                              التقليم الخضري ( جوان – جويلية ):


نحن أمام شجيرة طبيعيا بعلو أكثر من متر مكونة من جذع واضح  و3 أو أربعة فروع، بدأت تأخذ شكلها الدائري (كأس) وتتميز فروعها الثلاثة أو الأربعة بكثرة النموات الجانبية. المطلوب في هذه المرحلة العمل على تحديد ما يسمى بالجبادات Tires sève ويعد "جباد" كل غصن باتجاه جانبي يفضل أن يكون على بعد 60 صم من الجذع ونحافظ على جباد على الأقل بكل فرع ونحاول تحبيس ما تبقى من نموات على بعد 30 إلى 40 صم.
انتهت السنة الثانية.



السنة الثالثة:
.                                                                         




 التقليم الشتوي
يقع مباشرة حذف ما وقع تحبيسه من نموات خلال شهر جويلية أو جوان الماضي وذلك بقصها على برعمين وهي في الواقع عملية تسهم في مضاعفة النموات وليس في التخلص منها، مع الحرص على المحافظة على الجبادات وتنظيفها من النموات الجانبية من نقاط التحامها مع الفرع بطول 30 إلى 40 صم.
.                                           




   التقليم الخضري ( جوان – جويلية ):
نحن قريبا من نهاية السنة الثالثة وبذلك نحن على أبواب دخول شجرة الخوخ في طور الإنتاج، في هذه المرحلة المطلوب اختيار غصن ثان " جباد" إضافي على مستوى كل فرع وذلك على بعد 50 صم من أقرب جباد بنفس الفرع وباتجاه معاكس ويتم تحبيس كل الأغصان الأخرى التي يفوق طولها 25 صم بحيث يجب الحصول على فروع رئيسية في شكل أهرام.








2.   تقليم الإثمار:






قبل الحديث عن تقليم الإثمار لا بد من الحديث عن طريقة إثمار الخوخ، بخلاف أشجار اللوز حيث يمكن أن تظهر البراعم الزهرية في أي جزء من أغصان الشجرة فبراعم الخوخ الزهرية تظهر فقط بأغصان السنة الماضية أي بالزيادات الحديثة (عمرها أقل من سنة). ظهور الثمار فقط بالنموات الحديثة وفي صورة عدم تدخلنا، يجعل الثمار تتمركز في أطراف الشجرة أي بنهايات الأغصان بعيدا عن محورها وغالبا ما تتسبب طريقة إثمار الخوخ في تكسر أغصان الشجرة. لذا ينصح في مجال تقليم الخوخ بالعمل على تشجيع النموات المتجهة إلى وسط الشجرة والعمل على الحد من تلك المتجهة بعيدا عن محورها.
تختلف زبيرة إثمار الخوخ عن زبيرة الأشجار الأخرى مثل اللوز والمشمش والعوينة وحب الملوك. لأن ثمار الخوخ تظهر خصوصا على الأغصان التي يكون عمرها أقل من سنة، مع ملاحظة أن الأغصان التي أثمرت مرة لا تثمر مرة أخرى وبالتالي يجب إزالتها أو التقليل منها على الأقل وتجديدها. لذا يجب تقليم أشجار الخوخ سنويا علما وأن صنف الخوخ يتحمل التقليم الحاد.
ولتفادي تعرية الشجرة ولاجتناب إثمار بعيد عن محورها ننصح بما يلي:
. مع المحافظة على الشكل الهرمي للأفرع الرئيسية، العمل على قص النموات الجانبية الرديئة وسيئة التموقع على مستوى برعمين قويين لإنتاج أغصان تعويضية تحمل ثمار في الموسم المقبل قريبة لمحور الشجرة أو محمور الفرع.
. قص الأغصان الزائدة والتي عمرها عام على مستوى برعمين سليمين قويين (لتفادي الإنتاج الكثيف والرديء) وتحفيز الشجرة على تكوين نموات تعويضية.
. تنظيف  أطراف الجبابيد "Tires seves" وإزالة الثمار في إطار عملية التخفيف وذلك على طول 30 إلى 40 صم ( هذه الطريقة تمكن من تفادي الإثمار في الجباد وبالتالي تفادي تكسره وتسهيل مهمته في القيام بدور المضخة و جذب المياه والمواد المغذية وتعديل توزيعها بين أجزاء فرع شجرة الخوخ في شكله الهرمي).
تخفيف النموات المثمرة إذا كان عددها كبيرا وكثيفة وقريبة من بعضها البعض وذلك لتفادي إضعاف الشجرة أو الحصول على ثمار صغيرة لا تستجيب لمقاييس الجودة.
تقليم الأشجار القوية بشكل معتدل.
تقليم الأشجار الضعيفة بشكل حاد.

تغطية أماكن القص الكبيرة بمادة الفلانكوت لحمايتها وبالتالي حماية الأغصان من الجفاف والتعفن.
الحرص على نقل الأغصان التي وقع قصها خارج الضيعة.
إزالة النموات السفلية المجانبة للجذع "  Gourmands" التأخير في إزالة هذه النموات عواقبه غير محمودة ويربك النمو الطبيعي للشجرة لذا ننصح بمراقبة مستديمة لهذه النموات وإزالتها تباعا.
أما في خصوص تخفيف الثمار ننبه أن الأصناف السقوية المتداولة كثيرة الإنتاج وأن التردد في تخفيف الثمار غالبا ما تنتج عنه صابة بمواصفات قليلة الجودة والمنصوح به العمل على تخفيف الثمار وذلك في مرحلة ما قبل تيبس النواة " حجم اللوزة" وننصح بترك ثمرة كل 6 صم.
ملاحظة: تكتسي عملية التقليم الخضري أو ما يسمى بالزبيرة الخضراء أهمية بالغة إذ من خلالها يعرف المزارع ماذا يفعل في فصل الزبيرة الشتوية ثم أن التقليم الخضري يساهم في توجيه المياه والمواد المغذية إلى الأغصان والأجزاء التي سوف تستغلها الشجرة في التكوين أو في الإنتاج فضلا عن أنها عملية تسهم بشكل فاعل في تسهيل دخول أشعة الشمس ووصول الضوء داخل الشجرة وبالتالي سهولة تلوين الثمار.
 محسن اللافي...


اقرأ أيضا في هذه المدونة:
1. غراسة الخوخ :https://agronomique.blogspot.com/2014/04/blog-post.html
2. فوائد الخوخ:https://agronomique.blogspot.com/2013/04/blog-post_16.html
  

السبت، 29 نوفمبر 2014

التين الشوكي


التين الشوكي Opuntia ficus-indica حسب اللهجات المحلية يسمى " الهندي" و"الهندية " و"كرموس النصارى" في شمال افريقيا ويسمى برشومي في بلاد الخليج العربي.  هو نوع من الصبار من أصل مكسيكي ( يمكن رؤيته بوضوح على العلم أو الراية المكسيكية). ينمو التين الشوكي بكثافة ودون عوائق طبيعية بمختلف دول حوض المتوسط يرجح  البعض نقل الصبار من المكسيك إلى حوض المتوسط إلى تنقلات الرحالة كريستوف كولومب، وإذا علمنا أن تكاثر الصبار يمكن أن يكون بالبذرة كما بالسوق عرفنا سر انتشاره بكثافة في مختلف مناطق حوض المتوسط، فالطيور تستهلك الثمار وتتكفل بنقل البذور في كل الاتجاهات.



يتميز نبات الصبار في فصل الربيع بزهوره الصفراء كبيرة الحجم التي تظهر على مستوى سيقان النبات لتتحول إلى ثمار تنضج خلال الثلاثة أشهر الموالية.

ثمار التين الشوكي تختلف أوزانها من 40 إلى 150 غرام وقد يصل وزن الثمرة الواحدة 400 غرام حسب الصنف وطريقة العناية وهي مغطاة بأشواك صفراء صغيرة وهي ثمار غنية بالمواد المغذية وتمثل نسبة اللب بها من 34 إلى 42 بالمائة وتستخدم على نطاق واسع في الصناعات الغذائية كمصدر للفيتامين
C والألوان الطبيعية، تتواجد بثمرة التين الشوكي الكثير من البذور يمكن أن يصل عددها حسب الصنف إلى 300 بذرة في الثمرة الواحدة. بذور التين الشوكي تقلل من جودة الثمار الموجهة للاستهلاك، غير أن كثرة البذور محبذة بالثمار الموجهة لإنتاج الزيوت.

تحتوي بذور الهندي على 5 بالمائة من زيت الصبار وهو مادة تدرج ضمن قائمة مواد التجميل الأغلى في العالم نظرا لعلاقتها بمقاومة التجاعيد وتأخير الشيخوخة. وقد بدأت مشاريع الاستفادة تجاريا من زيوت الصبار تظهر في بعض الدول كتونس والمغرب وهي مشاريع ذات ربحية عالية ولا تتطلب الكثير من المهارة وتمر دورة تصنيع زيت الصبار بدورة شبيهة بدورة زيت الزيتون غير أنها تحت الضغط البارد "
Presse à froid" .
فزيت الصبار يعتبر من أفضل المواد المتاحة ومن أقواها ضد للتجاعيد  وهو مادة مضادة للشيخوخة بفضل المحتوى الفريد من فيتامين E (حوالي 1000 ملغ لكل رطل) وأوميغا 6 الاحماض الدهنية الأساسية (أو حمض اللينوليك).
وفي المطلق يمكن اختصار مكونات زيت التين الشوكي تقريبا في الجدول التالي:



Actifs
Teneur
Acides gras polyinsaturés
Acide linoléique (Oméga 6)
60%
Acide linolénique (Oméga 3)
0,3%
Acides gras monoinsaturés
Acide oléique (Oméga 9)
21%
Acides gras saturés
Acide palmitique
13%
Acide stéarique
3%
Stérols
β-sitostérol, campéstérol, stigmastérol, cholestérol
8,8g/kg
Tocophérols
Vitamine E
700mg/kg

الأحماض الدهنية (المكون الرئيس حسب الجدول أعلاه) هي مصدر هام للطاقة في الجسم، كما أنها تستخدم لتركيب وتخليق دهونا أخرى، بما فيها الدهون الفوسفاتية، والتي تشكل غشاء الخلايا. توفر الأحماض الدهنية يعطي أغشية الخلايا خصائص معينة (المرونة، اللزوجة ...). الأحماض الدهنية مهمة جدا في بناء الجلد ومنع شيخوخته، وتمكن  من  ترطيبه والحفاظ على مرونته وتنظيم قدرته على التغذية بالسوائل وهي خاصيات وقائية علاجية مطلوبة بشدة في مجال مقاومة شيخوخة الجلد.أما فيتامين E فهي مكون يلعب دورا جذريا في مقاومة الأكسدة.
الستيرول هي الدهون التي تسهم في تأخير الشيخوخة عن طريق تقليل الالتهاب وتعزيز المحافظة على رطوبة وليونة الجلد وتلعب دورا هيكليا في تكوين أغشية الخلايا...
800 إلى 1000 كلغ من ثمار الهندي تمكننا من استخلاص 01 واحد لتر من زيت الصبار.


                                                               محسن الـــــلافي