الجمعة، 31 يناير 2014

زبيرة الزياتين

تمر شجرة الزيتون في حياتها بثلاثة مراحل :
1.    المرحلة (1) وهي مرحلة التكوين تبدأ مند اليوم الأول لوضع شتلة الزيتون بمكانها الدائم وتنتهي بدخول الزيتونة في مرحلة الإنتاج.
2.    المرحلة (2) وهي مرحلة الإنتاج خلالها سيبلغ حجم الشجرة المستوى الأقصى ويتوازن نسق إنتاجها ويبلغ أقصاه.
3.    المرحلة (3) وهي مرحلة الشيخوخة  حيث يبدأ مستوى إنتاج الشجرة بالتدني وتتوقف نمواتها أو تكاد عن النمو فيما تتصلب قشرة الجذع والأغصان.
تعتبر الزبيرة عملية تقنية الهدف منها خلق نوع من التوازن بين أجزاء الشجرة والحرص على تهيئة الفروع لحمل الثمار المنتظرة. في غياب عملية التشذيب هذه تتشابك نموات الزيتونة وتمنع أو لنقل تحد من تسرب أشعة الشمس بين مختلف أجزاء الشجرة وبالتالي نقص في الطاقة ينجر عنه نقصا في الإنتاج.
وينصح عادة بالزبيرة المتوازنة التي نحصل من خلالها على شجرة ذات أغصان شبه أفقية تضمن ثمارا على أطراف الزيتونة وبداخلها.
نحذر من الإفراط في إفراغ داخل الشجرة من محتواه لأن النتيجة في الغالب الكثير من السرطانات ( أبغال) غير منتجة تزاحم بقية أغصان الشجرة وتنموا بشكل عمودي وتربك عملية توزيع المواد بين مختلف أغصان الشجرة، مما يؤدي إلى إنتاج ضعيف وربما حبات زيتون بحجم كبير تسقط مبكرا.
من باب العلم بالشيء بعض البحوث أثبتت أن أوراق الزيتون المظللة لا يتعدى أداءها ثلث أداء تلك المواجهة مباشرة لأشعة الشمس ( طاقة = إنتاج).
مواعيد زبيرة الزيتون:
تبدأ زبيرة الزيتون تقليديا مباشرة بعد عملية الجني وفي العموم تكون هذه العملية بالمناطق المنتجة للزيتون بين شهري نوفمبر وأفريل فنيا ينصح بالقيام بالعمليتين ( الجني والزبيرة ) مبكرا لسببين:
الأول للحصول على نوعية زيوت جيدة والثاني لتخليص الشجرة من إنتاجها والنموات الزائدة مبكرا وبالتالي تحضيرها لموسم زراعي جديد في ظروف طيبة. وتجدر الإشارة إلى أن المزارع لا يمكنه عند القيام بعملية الزبيرة المتأخرة تخليص الشجرة من الأغصان الكبيرة في الحجم والعمر وتقتصر العملية على التخفيف من النموات غير المرغوبة وبالتالي تتجمع بالشجرة الكثير من الأغصان المسنة وهو في الواقع أقرب طريق لبلوغ الشجرة إلى سن الشيخوخة.
بعض البحوث أثبتت أن أحسن المواعيد لزبيرة الزيتون هي الفترة التي تدخل فيها الشجرة في المرحلة الدورية للسبات الشتوي وبالرغم من أن هذا المصطلح التقني لا يمكن تأكيده لدى أشجار الزيتون لأنها أشجار مستديمة الأوراق غير أن التفاعلات البيولوجية لديها تتدنى خلال شهري نوفمبر وديسمبر وهي المدة المحبذة لممارسة عملية الزبيرة.
الزبيرة المتأخرة ( مارس ... أفريل) غالبا ما تتزامن مع بداية ظهور نموات غضة ودخول الشجرة في مرحلة نمو جديدة بعد موسم إنتاج وهي فترة لا ينصح خلالها بقص الأغصان الكبيرة خشية التسبب في ظهور بعض الأمراض خصوصا الفقاعية منها فضلا عن تأثر الشجرة وتدني أدائها.
في خصوص الدورة الزمنية لعملية الزبيرة يمكن العمل على أن تكون كل سنين غير أن شكل الشجرة وحالتها الصحية قد تلزمنا بالمرور سنويا.


السبت، 11 يناير 2014

الماء وشجرة الزيتون.

يعد الماء من العوامل الرئيسية التي تحدد حياة النبات فهو غالبا ما يمثل المكون الرئيسي للأنسجة النباتية حيث تبلغ نسبته 50 إلى 90 % حسب الأصناف. ويتدخل الماء مباشرة في نشاط خلايا النبتة بالتوازي مع غاز ثاني أكسيد الكربون وفي حضور النور لتأمين عملية التخليق الضوئي Photosynthèse.
من هذا المنطلق تتأكد حاجة شجرة الزيتون للماء لتأمين نموها وبالتالي إثمارها كما يدخل الماء في تعديل مختلف التفاعلات البيولوجية خصوصا تلك المتعلقة بكمية الإنتاج ونوعيته. تحدث كثيرون عن معادلة إيجابية بين قدرة النبات على امتصاص الماء وكمية الإنتاج بمعنى أنه كلما زادت قدرة النبات على امتصاص الماء زادت قدرته على الإنتاج.
Braham,1977. Ben rouina, 1998. Trigui et al. 1993
في العموم تعتبر طريقة تفاعل شجرة الزيتون وتعاملها مع الماء في محيطها معقدة نسبيا، فهي من ناحية تتواجد بشكل طبيعي في مناطق ذات مناخات تفوق بها معدلات الأمطار السنوية 400 مليمتر وحتى 1000 مليمتر ومن ناحية أخرى تتواجد شجرة الزيتون بمناطق شبة جافة وجافة وحتى صحراوية أين معدل الأمطار يتدنى تحت 150 مليمتر.
هويرو (1959) يمضي تحت كلام يقول فيه شجرة الزيتون تستطيع أن تثبت جدواها الاقتصادية تحت ظروف مناخية بمعدل أمطار بين 120 – 150 مليمتر.
التريقي (1994) يثبت أن مجموعة من الزياتين في أرض رملية عميقة ومعدل أمطار 185 مليمتر ( الجنوب التونسي) بلغ معدل إنتاجها 69.7 كلغ للشجرة الواحدة وهو معدل 57 موسم زراعي.
بن روينة (2002) يقول " الزيتون بالمناطق الصحراوية التونسية يعتبر هبة الجسور ومنشآت حفظ المياه والتربة".
Vernet et Al. (1964) احتياجات شجرة الزيتون من الماء يمكن مقارنتها بكمية المياه المتبخرة (ETP).
بضيعات زيتون مروية في إيطاليا يثبت Cirantos lopez –Villelta (1997) أن قيمة ما تخسره شجرة الزيتون يوميا يعتمد على كثافة الزياتين بالضيعة وقدّرها بــ 54 لتر للشجرة الواحدة يوميا في كثافة 400 شجرة بالهكتار الواحد و ب135 لتر في كثافة 100 شجرة .
تحت الظروف المناخية التونسية تعتبر احتياجات الزيتون المائية ضعيفة نسبيا ولا تتجاوز 75 % من مجموع نسبة التبخر ETP (Laouar 1977 ) ونفس الاستنتاج أكده التريقي 1987 الذي قدر الاحتياجات الحقيقية للزيتون من صنف شملالي ب 60 إلى 70 %  من نسبة التبخر ETP.

نتائج مماثلة أكدها بوعزيز بمحطة INGREF بالغريس ( المكناسي) وهي منطقة جافة بالجنوب التونسي أين أثبت أن الزيتونة تنمو وتنتج بنفس الطريقة عند توفر كمية من الماء تقدر ب4000 م3 أي ما يعادل 400 مليمتر من الأمطار.