الأحد، 31 مارس 2013

المياه في الوطن العربي



يمثل الوطن العربي 10 بالمائة من جملة مساحة اليابسة.
نصيب الوطن العربي من المياه العذبة أقل من 1 بالمائة من مياه العالم.
نصيب الوطن العربي  2 بالمائة من جملة التساقطات المسجلة بالعالم.
المعدل العالمي لاستهلاك الفرد سنويا يجب أن لا يقل عن ألف متر مكعب.
لا يتحصل الفرد العربي إلا على 500 متر مكعب.
19 دولة عربية تعد تحت خط الفقر المائي ( أقل من 1000 متر مكعب سنويا للفرد).
14 دولة عربية تعاني شحا حقيقيا ولا يكفي ما يتوفر لديها من مياه لسد الاحتياجات الأساسية لمواطنيها.
للأسف العالم العربي لا يستغل سوى 50 بالمائة من الموارد المائية المتاحة والبقية غير معبئة ومعرضة للهدر بصفة تصاعدية. 

معرض ومؤتمر الأقصر للزراعات الحديثة

معرض ومؤتمر الأقصر للزراعات الحديثة

يقام بمدينة الأقصر في الفترة بين 2 و 6 يونيو المقبل المعرض الزراعى الرابع " الوادى  لتقنيات الزراعة الحديثة " في نسخته الرابعة ويشارك فيه نحو 64 شركة من كبريات الشركات الزراعية المصرية  فى مختلف المجالات.
يقام على هامش المعرض العديد من الندوات العلمية.

الخميس، 28 مارس 2013

من باب العلم بالشيء


عشرة معلومات إحصائية

ينتج العالم 2105 كلغ من البرتقال في كل ثانية أي ما قدره 66.5 مليون طن سنويا.
تنتج اسبانا 19 خيارة في الثانية ... إنتاجها السنوي كأول دولة أوروبية منتجة للخيار 600000 طن.
ينتج العالم 20 كلغ من الفستق في الثانية. أهم المنتجين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
ينتج العالم 129 كلغ من الفراولة " توت الأرض" أهم المنتجين الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا.
ينتج العالم طن واحد من المنجا في الثانية وتنتج الهند لوحدها 500 كلغ في الثانية.
ينتج العالم 3330 كلغ من الموز كل ثانية أي ما يعادل 105 مليون طن سنويا.
ينتج العالم 900 كلغ من البطيخ كل ثانية أي 28.3 مليون طن . نصف إنتاج العالم من البطيخ صيني.
ينتج العالم 96 كلغ من الفطر الزراعي في كل ثانية. 40 بالمائة للصين و 35 بالمائة في أوروبا و 13 بالمائة الولايات المتحدة الأمريكية.
ينتج العالم 800 كلغ من الجزر في الثانية أي حوالي 26 مليون طن.
في كل ثانية يقع جني 104 كلغ من الزيتون أي ما قدره 3269249 طن سنويا بينهم 750000 طن زيتون طاولة والبقية يستغل في إنتاج زيت الزيتون.

الثلاثاء، 26 مارس 2013

شجيرة الليمون كافيار


شجيرة الليمون كافيار
          Le citron caviar            بالفرنسية
finger lime                    بالأنقليزية











شجيرة دائمة الخضرة من فصيلة الحمضيات وهي في شكل شجرة الليمون غير أنها تمتاز بشوكها الكثير بين أوراقها الصغيرة، موطنها الأصلي شرقي أستراليا و اسمها العلمي اللاتيني هو: Citrus australasica أو :Microcitrus australasica في الغابات الاسترالية يمكن أن يصل ارتفاع شجيرة الليمون كافيار إلى 8 أمتار غير أن علوها في المناخ المتوسطي لا يتجاوز 3 إلى 4 أمتار. تمتاز بأوراقها الصغيرة ذات الرائحة العطرة بشدة.
ثمارها ذات شكل اسطواني بطول 4 إلى 8 صم تشبه الخيار في الشكل رطبة الملمس وعطرة بقدر كبير ذات ألوان عديدة حسب الصنف صفراء، حمراء، بنية، خضراء و حتى سوداء. المدهش حقيقة وما يجعل هذه الشجيرة استثنائية هو لبها الذي يتميز بلونه الأصفر أو الأخضر أو البني مع كويرات صغيرة شبيهة بالكافيار وهو الأصل لتسميتها، هذه الكويرات شفافة تفوح منها رائحة عطرية عند مضغها مع طعم حامض وسط بين الزنباع ( البرتقال الهندي أو القريب فروت) والليمون.
لندرتها كشجرة وشح المعلومات الفنية المتعلقة بها نكاد لا نصادفها في العالم العربي وأوروبا إلا في بعض المنابت القليلة أو بالحدائق الخاصة لدى بعض المهووسين بالنباتات النادرة. يمكن تشبيهها بالكافيار الذي لا تعرفه العامة فالليمون كافيار لا تعرفه العامة أيضا وهو خاص برواد المطاعم الراقية في المدن الكبيرة. الكثير من الطهاة في المساحات الكبرى والنزل والمطاعم يقدرون جيدا قيمة الليمون كافيار لما لديه من مزايا عطرية خاصة تضفي على الطعام قيمة استثنائية وهم يبحثون عن ثماره و حتى أوراقه لاستعمالها كبهار غير أنه غير متواجد بكثرة على السوق مما يجعله باهظ الثمن فكليلو غرام واحد من الليمون كافيار قد يباع بمئات اليوروات.
هذه لمحة بسيطة عن الليمون كافيار وسوف نتحدث في مقالات لاحقة عن حاجيات هذه النبتة وعن طريقة غراستها والاعتناء بها في المناخ التونسي و العربي والمتوسطي. يتبع..

                                             محسن لافي




منبت غراس الأشجار المثمرة


منبت غراس الأشجار المثمرة
يعد المشتل أو المنبت المكان المخصص لإنتاج غراس النباتات التي ستكون في المستقبل أشجارا أو نباتات حولية أو ما بين ذلك وغالبا ما تكون كمية الإنتاج وحالة الأشجار او النباتات في الحقول الدائمة نتيجة حتمية لما تلقته تلك الفسائل من عناية أثناء تواجدها بالمنبت. نستشف من هذا الكلام مدى أهمية المرحلة الأولى لإنتاج الغراس ومدى تأثيرها على مستقبل الزراعة ككل.
تعتمد عملية إكثار النباتات في المنبت غالبا على عملية التطعيم التي يمكن تعريفها على أنها عملية تهدف إلى الجمع بين الخصائص التي نثبت أنها جيدة بنبتتين في نبتة واحدة وذلك قصد استغلال هذه الخصائص مجتمعة.
تتكون النبتة الجديدة من جزء سفلي يحمل الجذور وبعضا من جذع الشجرة وجزء علوي يحمل ما تبقى من الشجرة بما في ذلك الأوراق والثمار.
بكلام أكثر دقة نقول : الجزء السفلي أو النبتة التي سوف يقع تطعيمها ويجب أن تتميز بنمو جذري كثيف ومقاوم للظروف المحلية ولديها قدرة جينية طبيعية على مقاومة الأمراض والنمو طبيعيا في أراضي ذات مواصفات غير محبذة.  
أما في خصوص الجزء العلوي والذي يمثل قلم التطعيم والشجرة في المستقبل فنعتمد في اختياره على النوعية من الأشجار المراد توفيرها والتي تحقق أهدافنا من حيث كمية ونوعية الإنتاج.

 في المحصلة يمكن تلخيص محاسن التطعيم في ما يلي:
·       طريقة إكثار سريعة.
·       الأشجار المطعمة تدخل مرحلة الإنتاج سريعا.
·       تلاءم أنواع وأصناف أشجار مع محيط كان من الصعب أو المستحيل تلاؤمها معه في صورة زراعة البذور.
·       المحافظة على الخاصيات الجينية للأصناف المنتقاة لأننا في صورة زراعة البذور لا يمكن عمليا وعلميا المحافظة على الخصائص الجينية النوعية.  
اختيار مكان المشتل:
يتم اختيار مكان المشتل بعناية، حيث يستحسن أن يكون في مكان مشمس محمي من الرياح وبأراضي نافذة، غير معرضة للفيضانات في مواسم الأمطار ولم يقع استغلالها على الأقل لمدة أكثر من خمسة سنوات مضت في إنتاج الخضر خاصة لأسباب سوف نأتي على ذكرها لاحقا.
لا تمثل نوعية الأرض رأس الاهتمامات الفنية في اختيارنا لمكان المشتل لأن الأشجار لن تستعملها بصفة مستديمة، بل عديد النقاط الأخرى يجب التفطن إليها وهي:
·       محاذاة المنبت لطريق سالكة لتسهيل عملية تسويق الإنتاج.
·       توفر نقطة مياه ذات جودة مقبولة لري الغراس المزمع إنتاجها.
·       أن يكون المكان مشمسا وغير مظلل بأشجار كبيرة أو بنايات تحجب نور الشمس.
هذا مدخل بسيط للتعريف بمركز إنتاج غراس الأشجار المثمرة وسوف تليه بعض المقالات نتحدث فيها تباعا عن مختلف العمليات الواجب القيام بها لإنتاج شتلات ذات جودة عالية. يتبع..

ليمون يد بوذا



ليمون "يد بوذا"
Main de bouddha ou cédratier
هي نبتة من عائلة ( ريتاسي) RUTACEES “  “  موطنها الأصلي جنوب شرق آسيا اسمها العلمي اللاتيني            Citrus medica ‘DIGITATA’   وهي شجيرة مستديمة الخضرة من فئة الحمضيات تبلغ من الطول 3 إلى 4 أمتار شبيهة بالليمون كشجرة غير أن ثمارها تختلف كثيرا عن ثمار الليمون بل تشبه أصابع قبضة يدان بشريتان وهي ثمرة خرافية حقيقة لتميز شكلها، مذاقها لذيذ وعطري يمثل خليطا بين الليمون والبرتقال تضفي نكهة خيالية على الأطباق والسلطات المنزلية. زهورها بيضاء اللون  مع نقاط أرجوانية ويمكن استعمالها للتقطير مثلها مثل الأرنج أو الأترج أو النارنج أو الرنج بالعامية الذي نستخرج منه زيوت النيرولي المستعمل في عديد الماركات العطرية العالمية. تقليديا تقدم لبوذا في الممارسات البوذية، وتعتبر جالبة للحظ السعيد في السنة الصينية الجديدة.
 لا تتحمل البرودة الشديدة وتفضل المناطق المعتدلة وتتلاءم مع المناطق ذات الشتاء المعتدل في المناخ المتوسطي. لإكثار ليمون بوذا نعتمد على تطعيم نبات الأترج أو الليمون الشوكي تماما مثل كل الحمضيات. هي نبتة جميلة جدا ويمكن أن تزرع في الحدائق مباشرة في المناطق ذات الشتاء المعتدل أو تزرع في أصص في المناطق القارية لكي يقع وضعها في أماكن محمية شتاء وإخراجها إلى حديقة المنزل في بقية الفصول.
تمتاز بنموها البطيء حساسة للتغييرات المناخية ولا تتحمل الرياح الباردة. في الربيع يستحسن تمكينها من سماد غني بالنتروجين والبوطاس ومراجعة بائعي الأسمدة الذين يوفرون عادة العديد من الأسمدة الورقية الضرورية للحمضيات بصفة عامة. لا تتحمل ليمونة يد بوذا الكثير من المياه خصوصا في فصل الشتاء لذا الحرص على ريها في الصيف مرة في الأسبوع على الأقل وتخفيف عدد مرات الري شتاء ( عدد 2 مرات كافية في الشهر). في المناطق الباردة أين يمكن أن تتعرض الشجيرة للجليد الشتوي والربيعي رجاء العمل على نقل الأصيص إلى مكان يتوفر به النور والدفء دون تسخين اصطناعي. ( في المحصلة حذار من الرياح، البرد و كثرة المياه).
ندرج في الجدول التالي مختلف التعريفات الخاصة بليمون يد بوذا:
السمة أو النعت
معطرة
لون الزهرة
أبيض أرجواني
النوع
Médica
المكان بالحديقة
شمس – ظل جزئي 
العائلة
Rutacées
الغلال
صالحة للأكل
علو النبتة عند البلوغ
3 أمتار
الإسم العلمي
Citrus medica ‘DIGITATA’
فترة الإزهار
أواخر شهر مارس حتى أكتوبر
فترة الغراسة
أواخر شهر مارس حتى أكتوبر
درجة المقاومة
نصف مقاومة
الحرارة الدنيا
3 دون الصفر
مكانها في الحديقة
معزولة، في صف أشجار، في الأصص
مكانها في المنزل
تراس، الواجهة، البلكون.

استعمالات ليمون يد بوذا:
ليس لليمون يد بوذا لب ولا عصير بحيث يمكن الاستفادة من الثمرة ككل بعد فرمها حيث يكون لها طعم لذيذ حلو مع حموضة قليلة. البعض يستهلكه في شكل مربى، مثلجات، موالح أو حتى مشروب روحي (liqueur)، عند فرمه يمكن وضعه مع أطباق السمك والسلطات ويعد بهار جيد لدى الكثير من الطباخين.
                                                                                            محسن الـــــــــــــلافي.


احتياجات شجرة الفستق


احتياجات شجرة الفستق
تتعايش شجرة الفستق مع المناخ القاري والمناخ البحري، مع المناخ الجاف و المناخ الرطب ولا يبدو أن درجات الحرارة تمثل فعلا عائقا رئيسيا في الامتداد الجغرافي لها كصنف. فنحن نصادف شجرة الفستق في مناطق كالعراق أين تصل درجات الحرارة إلى ما فوق الخمسين مأوية كما نجدها في تركستان تحت ظروف مناخية تتدنى فيها درجات الحرارة إلى الثلاثينات تحت الصفر. وقد سجل لنا التاريخ أنه في شتاء سنة 1949/1950 تعرضت منطقة حلب بسوريا إلى موجة من البرد تواصلت أكثر من أسبوع تدنت فيها درجات الحرارة إلى مستوى (23 درجة تحت الصفر) وقد تم تسجيل نتائج كارثية بغابات الزياتين حيث وقع تعداد أكثر من 300 ألف شجرة زيتون متجمدة في حين لم يسجل ما يجلب الانتباه على مستوى أشجار الفستق التي تأقلمت مع الوضع وكأن شيئا لم يكن.
حاجة شجرة الفستق إلى البرد الشتوي:
تعد شجرة الفستق من الأشجار ذات الأوراق المتساقطة وهي خاصية تسمح لنا بتصنيف الفستق ضمن الأشجار ذات الحاجة لبرد الشتاء حتى أن بعض المؤلفين اعتبروا هذا المعطى ضرورة لنجاح شجرة الفستق، غير أن بعض أصناف الفستق تنموا و تثمر دون الحاجة إلى الكثير من البرد الشتوي وليس أدل على ذلك من وجود الفستق بمنطقة صفاقس التونسية ومنطقة مارث بجانب البحر وبين أشجار النخيل. كما نجد أشجار الفستق باليونان في مناطق ذات مناخ بحري ولا تتدنى فيها درجات الحرارة ومع ذلك تزهر أشجار الفستق وتثمر بشكل طبيعي مما يؤكد لنا خاصية تأقلم صنف الفستق حسب ظروف المحيط.
هل أن زهور الفستق حساسة ضد البرد؟
ليس تماما ولكن نعم. زهور الفستق حساسة للبرد الشديد ولا تلائمها درجات الحرارة التي تكون ما دون الصفر. فزهور الفستق تعد بدون مستقبل في صورة تعرضها لدرجة حرارة اثنان تحت الصفر. هذا يعني في الواقع أنها تتحمل درجات الحرارة المتدنية أكثر من شجرة اللوز. لهذا عند التفكير في إنشاء بساتين الفستق يرجى العمل على التثبت بدقة في ما إذا كانت المنطقة تتعرض لموجات من الجليد الربيعي.
حاجة شجرة الفستق إلى الحرارة:
إذا كانت شجرة الفستق لا تتأثر بالبرد الشديد، يمكن إذا أن نراها في مناطق كثيرة من أوروبا، غير أن برودة الطقس لم تمثل يوما عائقا في انتشار الفستق في شمال القارة العجوز بل العائق كان نقص معدل درجات الحرارة وكثرة الأمطار. في العموم لكي توصل ثمارها إلى مرحلة النضج تطلب هذه الشجرة معدل ساعات ضوء وحرارة يضاهي أو يفوق ما تطلبه شجرة الزيتون وإذا كان شهر سبتمبر باردا لا يمكن لثمار الفستق الوصول لمرحلة النضج. وفي الخلاصة يمكن القول بأن مناطق غراسة الزياتين تتلاءم بشكل جيد مع شجرة الفستق.
حاجة شجرة الفستق إلى الماء:
شجرة الفستق شجرة مقاومة للجفاف ويمكن مقارنتها بشجرة الزيتون وشجرة اللوز. إذا كانت أشجار الزيتون واللوز تنموا وتثمر بصفة عادية في منطقة ما، يمكن أن نستنتج أن استثمار بساتين الفستق في تلك المناطق فكرة جيدة ومربحة.
في تونس نجد أشجار الفستق تنموا وتثمر في مناطق تتميز بكميات أمطار ضعيفة قد لا يتجاوز معدلها 150 إلى 200 مم في السنة، غير أنه يجب ملاحظة أن غابات الفستق التي تعيش في هذه المناطق تتواجد بأراضي خفيفة و لا يمكن لهذه المعادلة أن تصح بالأراضي الطينية.
في مناطق الانتاج التركية والسورية معدل كميات الأمطار السنوية يتراوح بين 350 و 500 مم وبالرغم من أن هذه المناطق تتميز بصيفها الجاف من جوان حتى أكتوبر فإن أراضيها الكلسية توفر الرطوبة المطلوبة لنمو أشجار الفستق بالشكل الطبيعي.
في سيسيليا أين يصل معدل كميات الأمطار 500 مم تقريبا، تنزل جذور الفستق للبحث عن المياه بين الصخور البركانية عميقا.
بإيران، في رفسنجان أين معدل الأمطار الشتوية لا يتجاوز 70 إلى 150 مم نجد أشجار الفستق في حالة جيدة مع ملاحظة أن فلاحي هذه المناطق يضيفون كميات شهرية لأشجار الفستق مما يساعدها على تكوين مخزون رطوبة تقاوم من خلاله الفترات الصعبة صيفا.
في الخلاصة يمكن القول بأن شجرة الفستق تنمو بشكل طبيعي ودون جرعات ري في حالة تواجدها بأراضي خفيفة وكميات أمطار لا يتدنى معدلها تحت 200 مم مع ضرورة خدمة الأرض بصفة منتظمة وزيادة المسافة بين الأشجار والصفوف. وفي صورة غراسة أشجار الفستق بأراضي طينية مع معدلات تحت 350 مم يرجى العمل على إحداث جسور تمكن الأشجار من تجميع كميات إضافية من المياه عند نزول الأمطار وفي صورة غيابها  لا مناص من إضافة كميات من الماء كري تكميلي.

محيط شجرة الفستق



محيط شجرة الفستق

تعد دراسة المحيط من أهم النقاط الواجب الانتباه إليها عند التفكير في إحداث بساتين الأشجار المثمرة. فالتفكير في تركيز صنف ما في مكان ما قصد الاستفادة من إنتاجه لمدة سنوات طويلة وربما قرون كما هو الحال لبعض الأصناف كالزيتون والفستق أمر يستحق عناء التثبت، فالأمر لا يخص صاحب القرار بمفرده بل يتعداه لأجيال تليه. والشجرة كائن حي تتأثر تأثرا بالغا بما حولها ونحن مدعوون لدراسة الظواهر المناخية الخاصة بالمنطقة موضوع تركيز الشجرة بكل دقة.
ما هي العوامل المناخية التي يجب معرفتها قبل تركيز مشروع حقل أشجار الفستق.
1.    السؤال البديهي الأول الذي يتطلب إجابة والإجابة عليه عادة سهلة جدا هو: هل توجد أشجار فستق منتجة بالمنطقة؟ الجواب بـ "نعم، المنطقة تتميز بإنتاج الفستق" قد يكفينا عناء الإجابة على بقية الأسئلة.
2.    المعدل السنوي للأمطار.
3.    التوزيع الشهري لكميات الأمطار وملاحظة ما إذا كانت الفترة بين نهاية شهر أفريل و نهاية جوان ممطرة ( لأنها فترة حساسة بالنسبة لنمو أشجار الفستق، ففي غياب الأمطار أثناء هذه المدة يمكن أن نخسر الثمار المحمولة حينها على الشجرة فضلا عن تدني مستوى الإنتاج للسنة الموالية).
4.    هل تنزل الأمطار في المنطقة في شكل زوابع. إذا كان الجواب نعم أو أحيانا، هل تكون مرفوقة بحجر البرد؟ إذا كان الجواب بنعم، حذار شجرة الفستق حساسة جدا لحجر البرد في جميع الأوقات يمكن لحجر البرد أن يتسبب في أضرار كبيرة من سقوط الأوراق والثمار إلى الجروح الطفيفة وحتى إلى الجروح العميقة التي قد تؤدي أحيانا ليس فقط إلى إتلاف المحاصيل بل تتعدى ذلك إلى إتلاف الأشجار والرجوع بالمزارع إلى نقطة الصفر. ( الجروح على أشجار الفستق لا تلتئم بسرعة ولا بسهولة).
5.    المعدل الشهري لدرجات الحرارة وملاحظة ما إذا كانت درجات الحرارة الدنيا عند فترة الإزهار تسجل درجات أقل من 3 دون الصفر ( درجات الحرارة مادون 3 سلبي قد تتسبب في إتلاف زهور الفستق بصفة جزئية أو حتى كلية). التثبت في درجات الحرارة الخاصة بشهر سبتمبر بدقة ( يجب أن تكون درجات الحرارة مرتفعة نسبيا ولا يكون هذا الشهر باردا حتى تصل ثمار الفستق إلى مرحلة النضج).
6.    سرعة الريح خاصة الرملية منها بالمنطقة. هذا المعطى ضروري لأن الرياح ضارة نافعة فبقدر مساهمتها في عملية تلقيح الأزهار إلا أن القوية منها تساهم في سقوط البراعم الحديثة لأشجار الفستق وعناقيد الثمار.
7.    عدد أيام رياح الشهيلي  بالمنطقة سنويا.
8.    تحديد فترة بداية هذه الرياح ونهايتها. (فترة بداية رياح الشهيلي نكون من خلالها فكرة على توقف نمو أشجار الفستق هذه الفترة عادة ما تتزامن مع أول هبوب لرياح الشهيلي وارتفاع درجات الحرارة). يتبع..

إكثار الفستق


لا يمكن نظريا إكثار الفستق إلا بطريقتين البذرة والتطعيم. إكثار الفستق بالعقل غالبا ما يعطي  نتائج غير ذات أهمية ويمكن التأكيد أنه من الصعب الحصول على جذور موثوق بها لعقل الفستق حتى بعد معالجتها بالهرمونات وتوفير الظروف الملائمة لها. قد يكون للأمر علاقة بصعوبة التئام الجروح لدى نبات الفستق، بما معناه أن العقل تتأثر بمكان القص ولا تتجه إلى إنتاج جذور قبل التئام جراحها على مستوى القاعدة.
الإكثار بالبذور يتيح لنا فرصة الحصول بسهولة على شجرة فستق غير أنه وككل الأشجار المثمرة المنتخبة قليلا ما يمكن المحافظة على مميزات الشجرة الأم باستعمال بذورها، وغالبا ما تكون نتيجة المنتج ذات مواصفات أقل بكثير من مواصفات الشجرة الأم فضلا عن أن زراعة بذور الفستق تعطي أشجارا مذكرة ومؤنثة بنسب متقاربة وهي صفة غير مرغوبة فنسبة 10 بالمائة أشجار مذكرة كافية على المستوى التطبيقي لتلقيح باقي النسبة 90 بالمائة.
يعد الفستق أصلا جيدا لنفسه ومن هنا تتضح أهمية زراعة بذور الفستق بقصد تحضيرها كأصول معدة للتطعيم.
زراعة البذور بالمنبت:
تعد زراعة البذور بمنابت الأشجار المثمرة الطريقة الأكثر تداولا لإنتاج أصول فستق يقع تطعيمها في ما بعد، ويكتسي تاريخ البذر أهمية كبرى لأنه من المستحسن أن تنموا النباتات بشكل جيد وتستغل الظروف الطبيعية الملائمة قبل دخول فصل الصيف الحار.
زراعة البذور مبكرا في شهر نوفمبر طريقة جيدة وممكنة إلا أنه يجب التحذير من أن نباتات الفستق الفتية تتأثر سلبا بالصقيع. في تونس مثلا، الفترة بين 15 جانفي و 15 فيفري تعد مثالية لأن غراس الفستق تعتبر بدرية نسبيا ولا تتأثر بفترة الصقيع خلال شهر ديسمبر وبداية جانفي وتستغل فترة الربيع حتى أوائل الصيف للنمو بشكل طبيعي.
يمكن زراعة البذور حتى نهاية شهر مارس غير أن النتائج تبقى رهينة الخدمات التي يقدمها صاحب المنبت للغراس الفتية خصوصا تلك المتعلقة بحسن التصرف في مياه الري والحماية من الرياح الحارة " الشهيليي" والرياح الرملية التي غالبا ما تأثر بصفة سلبية على نمو نباتات الفستق الفتية.
يمكن زراعة بذور الفستق دون نقعها بالمياه ليوم أو يومين غير أن هذه الطريقة غالبا ما تأخر عملية الإنبات بعدة أيام ونظرا لقصر فترة نشاط نموات الفستق حيث تقتصر على 2 أو 3 أشهر من أفريل إلى جوان وتتوقف النموات صيفا تحت تأثير درجة الحرارة المرتفعة وللترفيع من أيام نشاط النمو وتجنب المجازفة يستحسن العمل على زراعة البذور مبكرا في شهر جانفي فيفري من السنة.
عملية نقع بذور الفستق في الماء لمدة 24 أو 48 ساعة قبل زراعتها يمكنها من استرجاع كمية الماء التي كانت قد فقدتها طيلة أيام النضج ويسرّع عملية الإنبات. تتمثل العملية في وضع البذور في برميل من الماء وهي فرصة للتخلص من البذرات الفارغة التي تطفوا بسرعة والإبقاء على البذور المترسبة ليومين. البعض يضع حبوب الفستق في أكياس من الكتان ويدلّيها في حوض الري مثلا لنفس المدة.
بعد عملية نقع البذور يمكن زراعتها مباشرة، غير أنه من المستحسن ولأسباب فنية تتعلق خاصة بحسن نمو المجموع الجذري للنبتة ينصح بالعمل على تنضيد البذور. تنضيد البذور عنوان المقال القادم.

حياة النباتات


حياة النباتات

تعد البذرة من أهم وسائل التكاثر لدى النباتات والبذرة غالبا ما تحمل برنامجا جينيا يساعدها على التأقلم مع المحيط الذي تتواجد به من ذلك أنها لا تنبت إلا في ظروف طبيعية معينة من درجة حرارة ودرجة رطوبة وساعات الضوء وطول النهار وغير ذلك، حتى أن بذور بعض النباتات المتأتية من مناطق باردة تدخل في مرحلة سبات لا يمكن كسرها إلا بتنضيدها وربما وضعها في الثلاجة كي يتيسر إعادة إدخالها في دورة الإنتاج.
 تتمثل عملية الإنبات في ظهور أولى ورقتان للنباتات ذات الفلقتين أو ظهور ورقة واحدة لدى النباتات وحيدة الفلقة. حال ظهورها تبدأ أول أوراق النبات في التفاعل مع محيطها فتكتسب اللون الأخضر وتنطلق في عملية التخليق الضوئي وهو تفاعل كيميائي تنتج من خلاله النبتة الكمية اللازمة من الجلوكوز لضمان الطاقة لنموها كما تدخل النبتة ضمن حلقة من التفاعلات أكثر تعقيدا لإنتاج أنواع أخرى من المواد كالسليلوز والنشا، تضمن بالأول الصلابة والليونة لأنسجتها وتضمن بالثاني مادة سكرية قابلة للتخزين تستعمل من طرف خلايا النبتة لإنتاج الطاقة. عند اكتمال بنيتها تبدأ النبتة باستعمال ما تم تخزينه من مواد لإنتاج الطاقة في تكوين الزهور والثمار وبالتالي البذور التي يهاجر لها ما تبقى من طاقة في الخلايا والأنسجة النباتية وينتهي النبات تاركا وراءه البذور لضمان التواصل.
تثبت الجذور النبتة وتمكنها باستمرار من كمية الماء والمواد المعدنية التي تحتاجها، بعض النباتات لديها جذر رئيسي وحيد به العديد من الجذور الفرعية وبعضها يتميز بحزمة جذور كثيفة دون جذر رئيسي. على مستوى كل الجذور فرعية كانت أم رئيسية تنموا العديد من الشعيرات الدقيقة مهمتها امتصاص المياه والمواد المعدنية. عند القيام بزراعة بذرة أو نبتة جاهزة يتحتم تحضير الأرض وترطيبها بدقة حتى نمكن الجذور من سهولة النمو داخل التربة في كل الاتجاهات والبحث عن المياه ومختلف المواد دون عوائق.  كبقية أجزاء النبتة الجذور تتنفس وخدمة الأرض تمكن جذور النبات من كميات الأكسيجين الضرورية وتسهل مهمتها في البحث بعيدا عن المياه والمواد المعدنية الضرورية لنمو النبات.
عند امتصاصها للمياه والمواد المغذية ترسلها الجذور عبر قنوات دقيقة لأوراق النبتة أين يقع استغلالها ضمن منظومة التخليق الضوئي لإنتاج الطاقة وتوزيعها على كافة أجزاء النبات بما في ذلك الجذور. كما تساهم المياه التي ترسلها الجذور للأوراق في تعديل درجات الحموضة والملوحة والقلوية وصلابة الأنسجة وليونتها وغير ذلك عبر تفاعلات كيماوية معقدة داخل الخلايا. ما زاد عن احتياجات النبات من مياه وصلت للأوراق يقع صرفه في شكل بخار عبر مسام توجد بالوجه السفلي للورقة. عند ارتفاع درجة الحرارة بمحيط النبات ترتفع بالتالي درجة الحرارة داخل أنسجته وخلاياه ويزداد الطلب على المياه. يرتفع مستوى التبخر عبر مسام الأوراق ومستوى امتصاص المياه الباردة التعويضية المتأتية عبر الجذور. في صورة عدم توفر الكميات المطلوبة من المياه تفقد الأنسجة صلابتها وتتأثر الأوراق وقد تموت النبتة. ضرورة الانتباه لعملية ري النباتات وتسميدها بصفة منتظمة خاصة تلكم المتعرضة بشكل مباشر لأشعة الشمس والنباتات المزروعة في أصص. كثرة المياه تعيق دوران الهواء بالتربة وتحجب مادة الأكسيجين عن الجذور وتتسبب في تعفنها. كثرة الأسمدة الآزوطية تسهم في النمو السريع للأوراق والسيقان الجانبية على حساب الزهور والبذور حتى أنها تتسبب في سقوط أزهار النبات والكميات الكثيرة غالبا ما تتسبب في قتل النبات.
لا تنموا الجذور دائما في التربة، بل هناك أنواع من النباتات تكون جذورا على مستوى سيقانها وتسمى جذور هوائية نجدها على سبيل المثال في نبتة " العليق " وهي نبتة متسلقة تنتج مشدات في شكل كلاب يلتصق بحائط البنايات أو الأشجار ليساهم في تثبيت النبتة ذات السيقان الطويلة ويكون العديد من الجذور الدقيقة لتجميع الرطوبة من المادة التي التصق بها واستغلالها عبر نفس المسار الذي تحدثنا عنه آنفا . عديد النباتات لديها جذور على مستوى العقد بالساق وهي طريقة طبيعية للتكاثر دون تدخل الإنسان فبمجرد التلامس بين عقدة الساق والأرض تدخل الجذور في التربة للبحث عن الماء والمواد المعدنية وتظهر بذلك نبتة جديدة يمكن فصلها عن النبتة الأم دون خوف من إتلافها وهي الحال لدى نبتة الفراولة على سبيل المثال. في المناطق الرطبة هناك العديد من النباتات التي تكون جذورا هوائية ويندرج ذلك غالبا في إطار التكيف مع المحيط فهناك أنواع من النباتات تبحث عن نور الشمس أو لا تحبذ كثرة المياه بالتربة فتنبت في أغصان الأشجار الكبيرة وتلتف حول أغصانها وتكون جذورا هوائية لتستفيد من الرطوبة. لا يقتصر الأمر على النباتات الصغيرة والشجيرات بل هناك أشجار كبيرة لديها بالإضافة إلى جذورها بالتربة جذورا هوائية كبيرة تساعدها على امتصاص المياه والمواد الممعدنة في الهواء.
ساق النبات هو الجزء المتواجد فوق التراب وهو الذي يتكفل بحمل الفروع والأوراق والزهور والثمار، غير أن الاستثناءات موجودة لدى العديد من النباتات. فهناك بعض السيقان لدى بعض النباتات تتطور إلى أشواك حتى لا تتمكن الحيوانات من أكلها وهي وسيلة دفاع طبيعية من أجل البقاء. في المناطق القاحلة تتأقلم نباتات الصبار بتطوير أوراقها إلى أشواك للحد من عملية التبخر وتتكفل الساق بمهمة الورقة وبتخزين كميات كبيرة من الماء تستعمل عند الحاجة. بعض النباتات لديها سيقان تحت التراب مثل الأبصال والدرنات وغير ذلك.  وغالبا ما تكون هذه الأنواع سهلة الإكثار لما تخزنه من طاقة بالأعضاء المطمورة تحت الأرض.
في المحصلة: كل تطور في جذور أو سيقان النباتات له علاقة بالتأقلم والتكيف مع ظروف محيط النبتة.