الاثنين، 13 مايو 2013

طريقة عمل آلات الحلب.




تلعب آلة الحلب دورا هاما في مزرعة الألبان  وتعتبر وسيلة فعالة لحلب الأبقار فهي تمكن المربي من حليب نظيف وتغنيه عن تكاليف عملية الحلب  التي تتطلب يد عاملة مختصة والكثير من الدقة والحذر فضلا عن طريقة التعامل مع الحيوان. و تجدر الإشارة إلى ضرورة التذكير بأن هذه الآلة من أحد الأجهزة القلائل التي تقوم بعمل ميكانيكي باتصال مباشر مع الأنسجة الحية للحيوان. استعمال معدات سيئة أو الاستعمال غير الرشيد أو سوء التصرف أثناء عملية الحلب يمكن أن تنجر عنه مضاعفات خطيرة تتعلق بالحيوان مباشرة ، من ذلك أنها قد تؤدي إلى جروح بجسم الحيوان أو التهابات بالضرع وما قد ينجر عن ذلك من مضاعفات صحية متعلقة بالحيوان واقتصادية متعلقة بالضيعة.
ببساطة ، فهم طريقة عمل معدات حلب الأبقار تقلل بشدة من نسبة الحوادث المحتملة ونحافظ من خلالها على الحيوان والجهاز ونقلل من خسارة اقتصادية محتملة لنا القدرة على تلافيها. لذا نعتقد أنه من الضروري قبل محاولة الحلب، فهم طريقة عمل الآلة ، واستخدام الطرق الصحيحة للحلب واستغلال المعدات حسب الطرق المنصوح بها.

الحلب عملية نجمع أو نجني من خلالها الحليب من ضرع الحيوان. وهي في الواقع ليست عملية ميكانيكية بسيطة بل هي تفاعل لعديد العوامل وتعتمد في الأصل على التهيئة النفسية للحيوان وهناك هرمونات معينة تؤدي إلى تقلصات عضلية بجسم الحيوان من شأنها تسهيل عملية سيلان الحليب. فبدون تفاعل بين البقرة ومن يحلبها لا يمكن لعملية الحلب أن تتم.
في خصوص البقرة، يجب أن تصلها إشارات واضحة بأن موعد حلبها قد حان.
يتجمع الحليب بين فترات الحلب أو الرضاعة طبيعيا في تجاويف بضرع البقرة، للبقرة ساعة بيولوجية تؤكدها الحركات الفيزيائية بمحيطها كرؤية عجلها أو قدوم من تعود على حلبها أو صوت آلة الحلب وأهمها لمس الضرع وتنظيفه.
في الحقيقة هناك عضو في قاعدة الدماغ يسمى "Hypothalamus" يعالج هذه الإشارات وبعد فهم الرسالة يصدر نوع من التعليمات لعضو ثان إسمه "Hypophyse" لتسريح هرمون إسمه " Oxytocine" بالدم. الأوعية الدموية تنقل المادة لضرع البقرة وفي خلال 20 إلى 60 ثانية وعبر تقلصات عضلية وخلوية معقدة ترتفع نسبة الضغط داخل ضرع البقرة، عندها يسيل الحليب عبر شبكات ناقلة إلى وعاء فوق الحلمة استعدادا للخروج.
تأثير مادة الأكسيتوسين لا يدوم إلا 6 إلى 8 دقائق، بعدها تنقص كثافته بشدة بدم الحيوان. لذا من الضروري المبادرة بربط ضرع البقرة بآلة الحلب أو مباشرة حلبها يدويا خلال دقيقة من انطلاق  تحضير البقرة للحلب. كل تأخير سيؤثر على كمية الحليب من حيث الكم.
حركة تدفق الحليب عبر الشبكات الناقلة شديدة التأثر بالحالة النفسية للبقرة والمحيط وهي قابلة بالرغم من كل شيء للتوقف لأسباب متعلقة بتقدير البقرة لأمنها أهمها:
عدم تحضير ضرع البقرة بالطريقة المطلوبة.
ربط وحدة الحلب بضرع البقرة بصفة متأخرة ( بعد أكثر من دقيقة من بداية تحضير الضرع).
حركات غير اعتيادية بمحيط الحيوان ( معاملته بعنف كضربه مثلا) والخوف من أصوات (كنباح الكلاب أو أصوات لم يتعود الحيوان على سماعها.)
اشتغال آلة الحلب بطريقة غير طبيعية.
هذه العوامل تحد في الواقع من عملية إدرار الحليب عن طريق إشارات يحدثها الفزع أو ما شابه تصل إلى الغدة الكظرية " فوق الكلية" تنتج مادة الأدرينالين التي تساهم في تقلص عضلي عكسي يحد من سيلان الحليب.
بعد أول ولادة يجب تعويد الأراخي الأمهات على نسق ودقة التوقيت في موعد وطريقة الحلب. عدم معاملة الحيوان بلطف أو توفر أسباب الخوف وعدم الاطمئنان في محيطه كلها عوامل من شأنها التأثير على عملية إدرار الحليب. بعض التجارب أثبتت أن حقن مادة الأكسيتوسين تفعل عملية الإدرار غير أن تعود الحيوان عليها يجعلها ضرورية في كل مرة، لذا ينصح بتفادي العمل بها باستمرار.
تحضير ضرع البقرة بطريقة جيدة يساهم في تفعيل عملية الإدرار وسيلان الحليب غير أن هذا الأخير لا يمكنه الخروج لأن ثقب رأس الحلمة يبقى مغلقا بسبب مجموعة من العضلات الدائرية ولا يخرج إلا عن طريق عملية ضغط على أنسجة الحلمة الخارجية تزيد بالطبع عن الضغط الداخلي للحلمة. في بعض الحالات وبالنسبة للأبقار التي تشكوا ضعفا على مستوى العضلات الدائرية لرأس الحلمة يخرج الحليب دون ضغط على الحلمة في كل مرة تتعرض تتعرض فيها البقرة إلى عملية تحفيز للحلب وتعد هذه الظاهرة مرضا لأن سهولة خروج الحليب دون ضغط تقابلها سهولة دخول الجراثيم دون عناء.
في العموم وفي الحالات الطبيعية يمكن جني الحليب عبر الرضاعة بمجرد ملامسة شفاه العجل لحلمة البقرة أو عن طريق الضغط  بيد إنسان أو عن طريق آلة الحلب.
 عند عملية حلب البقرة قبضة اليد تحيط بالحلمة بشكل كامل، السبابة والإبهام يحيطان بأعلى الحلمة لمنع صعود الحليب ورجوعه تحت الضغط لضرع البقرة، بقية الأصابع تضغط بشكل تناوبي على الحلمة من فوق إلى تحت. ارتفاع الضغط داخل الحلمة مقارنة بالضغط الخارجي الطبيعي يجبر الحليب على الخروج عبر نقطة الضعف وهي رأس الحلمة.
عند الرضاعة يستعمل العجل في الواقع عملية التناوب أو التداول أكثر من الضغط، التداول بين عملية الفراغ والضغط العادي تولد عملية امتصاص للسائل من داخل الحلمة أين يكون الضغط طبيعي إلى خارجها في فترة الفراغ التي يحدثها العجل عند رأس الحلمة. وفترة الفراغ هذه تتبعها فترة تدليك يحدثها العجل عند ابتلاع الحليب والتنفس ثم يعود لإحداث الفراغ وامتصاص الحليب وهكذا. دورية الفراغ و التدليك وتناوبهما تحدث تقريبا حوالي 80 إلى 120 مرة بالدقيقة. دراسة ما سبق جعل المخترعين يكتشفون آلة الحلب التي تعمل بنفس النسق.

التدوينة المقبلة "إن شاء الله"نتناول فيها طريقة عمل آلات الحلب.

محسن اللافي









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق